تفاصيل حوادث الاجرام لـ 12 الأخيرة في حلب

حوامة تشترك لأول مرة في تعقب العصابة
القاتل يبكي : أبي من أوصلني إلى هنا !
لم تنشغل حلب بحوادث إجرامية ،كما إنشغلت في منتصف حزيران الجاري، فخلال أيام قليلة قتل سبعة أشخاص، وجرح سبعة عشر آخرين ، بنفس الأسلوب ،مسلحين على دراجة نارية ،

أحدهما يحمل بارودة حربية ، يسلبان المارة ، والمحال ،وحامل الرشاش يطلق النار بدم بارد على الضحايا ، رغم مسارعته لتسليم ما بحوزته من مال ، ودون أن يبدي أحد منهم أية مقاومة .
وبلغت استباحة الدم ذروتها يوم السبت 16 حزيران فبعد قتل الشقيقين" حسين حسن" و"زكريا حسن "وجرح شقيقهما الآخر "محمود "بجراح بليغة ، ارتكبت العصابة أربعة جرائم خلال ساعة وربع ، ذهب ضحيتها ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، في مناطق متباعدة من مدينة حلب .
في هذه الأثناء كان فرع الأمن الجنائي بحلب يجمع المعلومات عن المشتبه بهم المحتملين ، ويكثف جهود عناصره ومخبريه ، ووصلت إخبارية إلى الفرع تشتبه بأن " رضوان حسن محمد" والده عبد القادر ويبلغ من العمر 20 عاماً ، يقوم بأعمال سلب وشوهد وهو يحمل بارودة روسية ، فتم عرض صورة له على بعض الشهود والجرحى في حوادث يوم 16 حزيران ، فأكدوا أنه هو الفاعل الذي تعرض لهم .
فانطلقت قوة مدعمة من الفرع إلى منزل ذويه لتوقيفه فلم تجده ، وتمت مراقبة دائرة الأشخاص المحيطين به ، والأماكن التي اعتاد التردد عليها .
وبناء على إخبارية أفادت بدخول المشتبه به إلى منزل ذويه في اليوم التالي قامت دورية على الفور بالحضور إلى المنزل ،وتفتيشه ليتضح أن من دخل إلى المنزل ليلاً هو شقيقه .
بنفس الوقت زار وزير الداخلية اللواء" بسام عبد المجيد " وعاد الجرحى في المشافي ، وقدم التعازي باسم رئيس الجمهورية بشار الأسد بالضحايا الأمر الذي كان له وقع طيب على ذويهم مع الوعد بإلقاء القبض على الجناة في أسرع وقت ، ودفع تكاليف العلاج .
واجتمعت اللجنة الأمنية في المحافظة، التي تضم رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات ، وقررت توحيد الجهود في هذه القضية،و مؤازرة الأمن الجنائي في عملية البحث، وملاحقة المشتبه فيهم ، إثر هذا العبث الدموي بالأمن والنظام العام ، وتم تعميم صورة المشتبه به،وتكثيف الدوريات في شتى انحاء المحافظة .

البداية : مع الجرائم الـ 12
1- في ليلة 30 /5/ 2007 وعند العاشرة والنصف ليلاً أقدم "رضوان حسن محمد " تولد 1987 بالاشتراك مع "نايف محمد النايف" تولد 1989 على سلب كل من "محمد قلعجي" و"محمود قلعجي" و"انطوان بطيخة " و"أمير عازار" في محلة الراشدين الكلارية ، مستخدمين بارودة حربية، ومطلقين النار ،حيث لم يصب أحد بأذى جسماني ، وأخذوا منهم مبلغ 104 آلاف ليرة وأربعة أجهزة خليوية .
2- وفي يوم 31/5/2007 وعند الثانية ليلاً أقدم" رضوان" و"نايف "على سلب المواطن "أحمد زرقا "العامل في محطة وقود موريس على طريق حلب – دمشق . باستخدام بارودة روسية وأصاباه بطلق ناري .
3- وفي يوم 31/5/2007 أقدم "رضوان"و"نايف "عند الثالثة ظهراً على سلب دراجة نارية عجلتين، بالقرب من مقصف أبو سلوى في ناحية سراقب التابعة لمحافظة إدلب .
4- بتاريخ 5/6/2007 عند الساعة 11 ليلاً أقدم"رضوان" و"نايف"على إطلاق عيارات نارية من بارودة حربية بمحلة المخيم، وإصابة كل من "محمد عبد الرحمن "،وإمرأة تدعى "نجاح المصري" ، في منطقة النيرب .
5- بتاريخ 7/6/2007 وعند السادسة مساء أقدم "رضوان" و"نايف " على محاولة سلب "محمود ياسرجي "مستخدمين بارودة حربية ، حيث أصيب بطلق ناري" ولم يتمكنا من سلبه .
6- وفي 8/6/2007 وعند العاشرة ليلاً ،أقدم كل من "رضوان" و"نايف" على سلب كل من المغدورين" أحمد بازو " ،"ومحمد حمدو" ، وإصابة "علي خوجه" و"وزهير بازو" و" رفعت خورشيد "، في بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين ، مستخدمين بارودة حربية ،وسلبا من المحل 2.6 كغ من المشغولات الذهبية .
7- وبتاريخ 15/6/2007 وحوالي الساعة الواحدة والنصف ليلاً ،أقدم كل من "رضوان" و"نايف" ، على على قتل المغدورين "حسين حسن" و"زكريا حسن "وإصابة "محمود حسن" والثلاثة أشقاء ، باستخدام بارودة حربية بقصد السلب .
8- وبتاريخ 16/6/2007 وعند التاسعة ليلاُ أقدم كل من "رضوان" و"خيرو خلف الفارس" تولد 1984 ، على قتل الغدور"عمر الياسين" وإصابة "زيد مسعود " باستخدام بارودة حربية، وسلب مبلغ 14 ألف ليرة في منطقة تجميل المشارقة .
9- وبنفس التاريخ 16 /6/2007 وبعد نصف ساعة أقدم كل من "رضوان" و"خيرو" في منطقة باب النيرب ،على إطلاق عيارات نارية من بارودة حربية وإصابة كل من "عساف العساف" وشقيقه "إبراهيم العساف " بسبب خلاف شخصي .
10 – وبنفس التاريخ 16/6/2007 وفي العاشرة ليلاً أقدم كل من" رضوان "و"خيرو"على سلب عدد من أصحاب المحال في الراموسة، وإطلاق النار عليهم ،فقتل كل من المغدورين " محمد أمين ناشد " و" آرام طاوتيان " الذي يحمل الجنسية العراقية، وإصابة كل من "أحمد ناشد بن محمد أمين" " و" كيفورك قره كارو " و" ليفون دراه غوسيان " ،وسلبا منهم مبلغ 65 ألف ليرة ،وأربعة أجهزة خليوية .
11- وبنفس التاريخ 16 /6/ 2007 وبعد ربع ساعة من الجريمة السابقة ، أقدم كل من "رضوان "و"خيرو"على سلب "ماهر معارتيه"مبلغ 15 ألف ليرة سورية .
12 –وبتاريخ 18 / 6/2007 وعند الثالثة ظهراً أقدم كل من "رضوان " و" خيرو" على سلب سيارة بيك أب فوكس ،من منطقة السلمية في محافظة حماة، وإطلاق النارعلى المواطنين، وإصابة كل من "خالد عوض الدوش" ،و"عبد اللطيف وهبي " و" مدين محمد العنز " .

حوامة عسكرية لتعقب مطلوبين جنائيين لأول مرة في حلب
والمطلوب : عليي الحرام هالطيارة طالعة منشاني !
بعد تحديد الهدف تحول رضوان، وشريكيه إلى الهدف رقم واحد للأمن في محافظة حلب ، فتم تعميم صورته ،وأوصافه على كافة الأجهزة الأمنية ، وتم توقع خروجه من المحافظة، فتم التعميم على الأمن في المحافظات القريبة، إدلب ،حماة،اللاذقية الرقة، لمراقبة مداخلها ، و الطرق الفرعية المؤدي إليها ، وفي يوم 18 حزيران صباحاً تبين للأمن الجنائي،أن الملاحق في محافظة إدلب، وعند الثالثة ظهراً أفيد عن وقوع عملية سلب في محطة وقود في السلمية ،في محافظة حماة ، وأن السالبين اتجها شمالاً ، تمت مطاردة سيارة البيك أب المسلوبة حيث ضاع أثرها ،وسلكت الطرقات الفرعية الترابية متجهة إلى حلب .
وتم رصد السيارة جنوب محافظة حلب صباح اليوم التالي ، في منطقة تل الضمان .
وعندها تم توجيه عشرات الدوريات إلى منطقة تل الضمان لمؤازرة الدوريات التي تتعقب الفاعلين ، حيث تجاوز عدد العناصر المتابعين للعملية الــ 500 عنصر ، ولإحكام السيطرة على المنطقة، ومنع فرارهما ، تمت الاستعانة بحوامة عسكرية ، تستخدم لأول مرة في تعقب المجرمين الجنائيين في شمال سورية ، وتمكن الطيار من تحديد مكان السيارة، وتوجيه الدوريات المؤللة إليها ، ومما قاله "رضوان" لشريكه " نايف " عند سماع صوت هدير الحوامة " عليي الحرام هالطيارة طالعة منشاني " ، وهنا عمد "رضوان" إلى إطلاق النار على الحوامة بعد أن اقتربت من السيارة، وحلقت فوقها ، مما اضطر الطيار للابتعاد قليلاً عن مرمى النيران .

الفصل الأخير
ترجل "رضوان" وشريكه "خيرو" من السيارة، وجريا بعيداً عنها بحثاً عن ملاذ آمن ، بالقرب من قرية " بردة " التابعة لناحية تل الضمان جنوب حلب 50 كم ، في منطقة وعرة توجد فيها بعض بساتين الكرمة الأرضية ، حيث تم التقدم ومحاصرة المنطقة التي شوهد فيها آخر مرة من قبل الطيار مع توجيه نداءات لهما لتسليم نفسيهما، وكانت المفاجأة بعد أقل من ساعة بالعثور على" رضوان" أولاً على بعد أمتار من أحد ضباط الأمن الجنائي برتبة رائد ، كان برفقة عدد من عناصر أمن الدولة ،حيث تمكن الضابط من الوثوب إليه، والإمساك بسلاحه الرشاش،و كان الفاعل قد خلع جلابيته، وانبطح تحت شجرة كرمة أرضية حيث أمن له ذلك خفاءً مثالياً .
وتم اعتقالهما ،وتسليمها بعد ذلك إلى فرع الأمن الجنائي ، لبدء التحقيق معهما .
حيث اعترفا بالجرائم المرتكبة ، ومما قاله الفاعل الرئيس " رضوان " بعد أن أجهش في البكاء " أبي من أوصلني إلى هنا " وذكر أن والده ومنذ صغره يشاركه في منافع السرقات التي يقوم بها ويحضه عليها .
وتم إصدار مذكرة توقيف بحق شريكهما الثالث " خيرو خلف الفارس "حيث تم القبض عليه في محافظ الحسكة بعد أربعة أيام، ، وإرساله مخفوراً إلى فرع الأمن الجنائي بحلب،حيث اعترف باشتراكه في بعض الجرائم مع " رضوان حسين محمد " وتمت الاستعانة بالمخبر الجنائي لإثبات القرائن المدعمة للاعترافات المقدمة ، وأن الطلقات المستخدمة في تلك الجرائم تعود إلى نفس السلاح الذي وجد مع المقبوض عليه، و مقابلة الشهود بالمقبوض عليهم ، والدعوى الآن منظورة لدى قاضي التحقيق السادس في حلب برقم 834 .
وتم استرداد كمية 2.2 كغ من المشغولات الذهبية وتسليمها أصولاً إلى " عدنان بازو " شقيق المغدور" أحمد بازو " بعد التعرف عليها ، وكذلك استرداد ستة اجهزة خلوي وتسليمها إلى أصحابها بعد التعرف عليها .

رأي قانوني
وقال المحامي " عبد القادر أبو رحمة " لسيريانيوز " إن الجرائم المسندة لهؤلاء الثلاثة جنائية الطابع ومشددة ، وهي جنايات : القتل تمهيداً لجناية السلب ، والقتل القصد ، والسلب بالعنف لعدة مرات ، والشروع التام بالقتل القصد ، والقتل القصد والعمد تمهيداً للسلب والسرقة بفعل اثنين لعدة مرات ، بدلالة المواد 535 – 534 – 533 – 204 من قانون العقوبات العام السوري ، ويعاقب عليها بعد دغم العقوبات بالاعدام شنقاً "
وقال المجني عليه وشقيق اثنين من الضحايا " محمود حسن " " أطلب إيقاع الجزاء العادل بهؤلاء المجرمين الذين عاثوا فساداً في وطنهم "
في حين أن الجرائم المروعة التي ارتكبها هؤلاء جعلت الرأي العام في حلب يغالي في التعبير عن مطالبه ، حيث لا يذكر اثنان القصة حتى " يؤكدا " ان الإعدام هو الجزاء المتوجب إيقاعه فوراً بالفاعلين ومن دون محاكمة ، وفي ساحة باب الفرج !
كما يقول "محمود حسين" وهو سائق تاكسي " حيث قال " أطالب بإعدام المجرمين فوراً في ساحة عامة ، ليكونوا عبرة لغيرهم من المجرمين ، لا نريد أن نفقد نعمة الأمان في بلادنا" ، بينما يشكك آخرون في أن عقوبة رادعة ،وحقيقية ستوقع بحق الفاعلين بدون تدخل " الجهات العليا " وخشية منها لأن الأمر أصبح مفضوحاً
وقال عدد من المواطنين طلبوا عدم ذكر أسمائهم " سمعنا ان القاتل على الدراجة النارية قد ارتكب عدة جرائم كبيرة ،وفي كل مرة كان يخلى سبيله بعد فترة قصيرة ، هل سيتم الحكم عليه بشكل مخفف الآن ، بعد تناسي أمره وإطالة أمد المحاكمة ؟ أم سيصدر حكم عادل وفق القانون "

القضاء .... خط أحمر بلون الدم البريء !!
ومن الجدير ذكره أن "رضوان حسن محمد " قد أوقف ستة مرات خلال الأربع سنوات المنصرمة، بالتواريخ التالية ، وسرعان ما كان يطلق سراحه رغم أن التهم الموجهة إليه هي من نوع الجنايات، أي التي يعاقب عليها بالاعتقال ثلاث سنوات على الأقل ، وبعضها من النوع المشدد الذي تصل عقوبته إلى الأشغال الشاقة خمسة عشر عاماً .
1 – قاضي تحقيق جبل سمعان سرقة موصوفة 14/3/2003 موقوف
2- قاضي تحقيق جبل سمعان سلب بالعنف وسرقة موصوفة 30/6/2003 موقوف
3- قاضي التحقيق العاشر في حلب نشل وسرقة 9/3/2004 موقوف
4- قاضي تحقيق جبل سمعان سلب بالعنف وسرقة 29 /7/2004 موقوف
5- فرع الأمن الجنائي بحلب سرقة موصوفة لأكثر من مرة وسلب وسرقة سيارات 14/12/2005 محال إلى القضاء
6 – جنايات حلب جرائم سابقة 20/3/2006 سنة واحدة