مشفى حلب الجامعي .. من بلسمة الجراح .. إلى " حلبة &quot

عراك بين الأطباء ومرافقي أحد المرضى في قسم "العناية القلبية الإكليلية" ..وأجهزة أشعة لم " تشّع " منذ شهور
لا يمكن تصور مشفى بحجم مشفى حلب الجامعي يعمل بدون جهاز التصوير الشعاعي لفترة تزيد عن الخمسة اشهر ، وفيما نجد بان عقد إعادة تأهيل الكهرباء وتجهيز قاعة للمحاضرات تكلف حوالي 90 مليون ليرة سورية بحسب مسؤول في المشفى ، ما زال المشفى عاجز حتى الآن قد عجز عن عن إصلاح جهاز التصوير الشعاعي الذي يكلف " 250 " ألف ليرة سورية.

وتبرز قضية ثانية في المكان خلال انجاز هذا التحقيق تتعلق بمرضى مستاؤون من تعامل أطباء في المشفى معهم ، حيث وصل الامر في بعض الحالات إلى العراك والضرب بين الأطباء ومرافقي المرضى ، .. في قسم العناية القلبية الإكليلية.

عراك بين أطباء ومرافقي مرضى ..
نشب عراك بالأيدي بين طبيبين من قسم الداخلية و مشرف على عمال النظافة من جهة وثلاثة من مرافقي المريض ( ع ص ) من جهة أخرى ، وذلك في قسم العناية القلبية لإكليلية ، لم ينجم عنها إصابات تذكر ، إلا أنها أشاعت حالة من الهلع والفوضى في أرجاء القسم .
وقال أحد الأطباء ( شاهد عيان ) " بدأت المشكلة اعترضنا على بقاء أكثر من مرافق للمريض وطلبنا منهم الخروج " الأمر الذي أدى إلى تهجمهم على الطبيبين ( ع ف ) و ( أ ص ) وضربهم .
لكن مرافق المريض " أنكر " البدء بالاعتداء ، و" اتهم " الأطباء بسوء معاملة المرضى ، وأنهم يتعاملون معهم " بفوقية " وخاصة عندما يكون المريض من " الريف " .
وأضاف " لقد جاء مستخدم تنظيف وصرخ بوجهنا ، مدعياً أنه من أمن المشفى " ، لنكتشف بعد المشكلة أنه من عناصر " متعهد التنظيفات" في المشفى .
بدوره مدير المشفى الدكتور " نهاد محلي" كان واقعياً ، ولم ينكر سوء معاملة المرضى من قبل بعض الاطباء ، على الرغم من أنه تلقى من قبل المريض نفسه " سيلاً من الشتائم " ، لكنه عزا الفوضى التي تقع أحياناً ، إلى " ضعف خبرة بعض الأطباء في سنوات الاختصاص الأولى في التعامل مع المرضى ، وخاصة في قسم الداخلية".
يذكر أنه قبل ستة أشهر، تعرضت طبيبة للاعتداء بالضرب على يد مسلح ، وذلك في قسم الداخلية .
وتمت المعالجة حينها بعدد من الكتب التي رفعت إلى المحافظة ، وحتى هذه اللحظة " لم تنزل " .

أجهزة أشعة لم " تشعّ " منذ شهور.. ورئيس قسم الأشعة يرفض التحدث إلينا .
تعطل جهاز الاشعة البسيطة في قسم الإسعاف الجراحي منذ أكثر من خمسة أشهر ، ولا يزال ينتظر إصلاحه ، إلى جانب " جاره " جهاز الأشعة البسيطة الآخر المعطل أيضاً ، ليصبح قسم الإسعاف خال من أي جهاز للأشعة ، ويضطر المرضى الذين بحاجة للصورة ، للصعود إلى الطابق الثالث ، حيث جهاز الأشعة البسيطة الوحيد الذي يعمل ( والذي تعطل لفترة من الزمن ) ، لتبدأ من جديد رحلة المريض في البحث عن " نقالة " تقله للطابق الثالث .
ويعاني قسم الأشعة من حالة وصفها أحد الأطباء " بشجرة عيد الميلاد " فما أن يعمل جهاز حتى يتعطل اخر، في تناسق قل مثيله .
ويعاني المشفى حالياً من تعطل جهازين للأشعة البسيطة ، وجهاز التصوير الهضمي الظليل ...
وعلمت سيريانيوز أنه تم مؤخراً شراء جهاز " إيكو دوبلر " بثمانية ملايين ليرة ، بينما جهاز الأشعة البسيطة معطل وبحاجة لمائتين وخمسين ألفاً فقط .
ولدى محاولتنا التحدث إلى الدكتور علاء كيالي رئيس قسم الأشعة للاستفسار حول الموضوع ، رفض التحدث " صارخاً " ، " مي شغلتي " وهي كلمة حلبية تعني " ليس لي أية علاقة " ، وأضاف " شوفو المدير .
ومن ناحيتنا " شفنا " المدير محلي ، والذي بدا " غير راضيا " عما يحصل في قسم الأشعة ، وقال " هناك سوء تخطيط في قسم الأشعة ، فالميزانية تحدد في وقت معين في السنة ، مم يحتم التخطيط لكل تفصيل في القسم ، وهذا ما لا يحدث في قسم الأشعة" .
ورفض محلي أي مسؤولية تترتب عليه ، نتيجة الفوضى في قسم الأشعة ، مشيرأ إلى أنه ليس من " مسؤولية المدير " متابعة كل صغيرة وتفصيل في أقسام المشفى " ، وإلا " لماذا هناك رؤساء أقسام " .

" كل شي بالمصاري " ومواطن يتساءل " وين بدنا نروح " ..
ومن الأمور التي تستحق التوقف عندها في مشفى الجامعة ، هو تحوله من مشفى " تعليمي" إلى مشفى أقرب إلى "استثماري " ، ففحص المريض في العيادات الخارجية ب " 100 " ليرة سورية ، وعلى الرغم من بساطة المبلغ ، إلا أن عدداً ممن التقيناهم أمام العيادات الخارجية ، أبدى عجزه عن دفع المبلغ ، والذي تتطور من خمسين ليرة في وقت سابق إلى مئة ليرة حالياً ، وربما هو الان " مرشح " للزيادة .
والأشعة " بالمصاري " و" التحاليل المخبرية " بالمصاري " ..
وفي داخل المشفى ، تحولت العديد من الفحوصات إلى " مأجورة " من تخطيط الأعصاب ، إلى تفتيت الحصيات ، إلى الرنين المغناطيسي .. إلخ .
وقد لا تبتعد قيمة الأجور داخل المشفى عن " قيمتها " خارج المشفى ، ومن أمثلتها :
صورة الطبقي المحوري للرأس بـ / 1020 / ل.س .
صورة الطبقي المحوري لباقي أعضاء الجسم بـ / 1520 / ل.س .
صورة الرنين المغناطيسي بـ / 3020 / ل.س .
تخطيط الدماغ بـ / 900 / ل.س .
تفتيت الحصيات / تبدأ من 1000 وتصل لأكثر من 4000 / ل.س .
" أبو أحمد " مواطن جلب طفلته الصغيرة بحالة إسعاف بعد أن سقطت " على رأسها " ، وهي بحاجة لصورة طبقي محوري ، وقف ينظر إلى باب غرفة التصوير ، ولما سألناه حول قيمة التصوير وهل هي مناسبة ، قال " وين بدنا نروح يا أستاذ .. إذا هادا مشفى الجامعة هيك .. والله تدينت هذه النقود ، قبل أن اتي إلى هنا " .
وأضاف " عجب لو لم أملك ألف ليرة ..ماذا كان سيحل بابنتي " .
والجدير بالذكر أنه حتى صور الطبقي الإسعافية التي تأتي إلى المشفى بعد الظهر، هي صور " مأجورة " .

مدير المشفى " المشكلة في ضغط العمل الهائل وغياب مشافي الصحة "
وفي لقاء لسيريانيوز مع د محلي ، عزى ما يحدث بين الحين والاخر إلى " ضغط العمل الهائل " الذي يتحمله مشفى الجامعة بحلب " في ظل غياب كامل " لمشافي مديرية الصحة " .
ودعا محلي" الجهات المختصة " للانتباه إلى هذه المشكلة .
وأضاف محلي " إن مشفى الجامعة بالأساس هو مشفى أكاديمي تعليمي ، بينما نراه اليوم قد تحول إلى مشفى خدمي "