الأزمة المالية العالمية حقيقة أم مفتعلة

جبران جمول 10/7/2009, 11:57 am

الأزمة المالية العالمية حقيقة أم مفتعلة

إن النظرة الأولية للازمة العالمية نجدها حقيقية بسبب المعالجة الإعلامية لهذه الأزمة والدعاية الكبيرة التي تحظى بها إضافة إلى ركوب هذه الموجة من قبل كل الدول الرأسمالية اللا أخلاقية في المعاملات المالية .

الإعلام العالمي وخاصة الأمريكي الذي انتهج أسلوب إعلامي كبير لإلقاء الضوء على هذه الأزمة بأنها كارثة القرن الواحد والعشرين والتي عصفت باقتصاد هذه الدول التي بدأت تتباكى على الازدهار الاقتصادي الذي زال بين ليلة وضحاها دون سابق إنذار وبدون تخطيط مسبق لهذه الأزمة .

من الخاسر في هذه الأزمة : ببساطة نرى أن الخاسر بهذه الأزمة البنوك الكبيرة والتي تعمل في مجال المقاولات العقارية والتي يتعامل معها التجار الذين يهمهم الربح السريع , وأكثرهم من الدول النامية التي تنهب ثروات بلدانهم بشكل مشبوه ومن خلال فساد طبقة حاكمة مترفة لا تهتم إلا بمصالحها ضيقة النظرة , حيث المكان الوحيد الذي يمكنها من حفظ أموالها المنهوبة من قوت شعوبها , ومن أموال بعض المتنفذين في دول النفط وخاصة في دول العالم الثالث .

في نظام الدول الرأسمالية من يعلن إفلاسه لا يترتب عليه إعادة الأموال إلى مستثمريها في المشاريع المستثمر بها , هذا يعني إن جميع أموال هذه البنوك ذهبت أدراج الرياح ودون تعويض على المستثمر , وهنا السؤال الكبير أين ذهبت هذه الأموال .... الم تذهب في الاستثمار داخل هذه الدول التي تعمل بها تلك البنوك , الم تنتفض قيادات هذه الدول بمسرحية دفع الأموال لإنقاذ هذه البنوك , وهنا سؤال آخر من الذي استفاد من عملية الإنقاذ هذه .... أليست رؤوس الأموال الوطنية في تلك الدول , بحيث أنها تعلم علم اليقين أن أصحاب الاستثمارات الخارجية لا تستطيع أن تطالب بحصصها لأنها في الأصل أموال مسروقة من بلدانهم ولا تستطيع إعلان خسارتها , وهكذا تم ضم مليارات الدولارات إلى ميزانية هذه الدول الصناعية , بسرقة مدروسة بعناية لهذه الأموال .

هل تأثرت شعوب هذه الدول الصناعية من هذه الأزمة : حتى تكون المسرحية جيدة الإخراج يجب أن تظهر ملامح هذه الأزمة , وذلك بتسريح العمالة من أمكنة عملهم وإظهار أن هذه الأزمة أثرت على شعوب هذه الدول , وبتسريح هؤلاء العمال من عملهم استوعبت هذه الدول مواطنيها عن طريق الضمان الاجتماعي المطبق لديهم , وأظهرت أنها الحمل الوديع والراعي الصالح لهؤلاء المواطنين واحتوت الأزمة .

السياسات الخارجية للدول الرأسمالية والتي اتخذت من الإرهاب وسيلة للتدخل في شؤون الدول الأخرى وبشكل واضح وصريح , كان من الواجب عليها لتبقى مسيطرة أن تغير من سياستها وخاصة تجاه الدول التي وقفت ضد سياساتها المدمرة , فلقد استطاعت من خلال سياستها السابقة بالسيطرة على اغلب دول العالم وخاصة الدول النفطية ومن خلال الحروب لزيادة واردات ومبيعات شركات الأسلحة التي تشكل أساس بناء حكومات هذه الدول , وهنا بدأت سياسة الحوار وسياسة الاحتواء المزدوج , والتي تخفي أنياب الذئب في ابتسامة الملاك التي تظهرها لهذه الدول التي كانت تخالفها في سياساتها السابقة ,يجب على هذه الدول الانتباه والتحصن الداخلي بالاقتراب أكثر من شعوبها لتأخذ المناعة المناسبة لتحصينها من هذه الهجمة التي تحمل قناع الحوار والتفاهم وفهم الآخر , فان كانت هذه النظرة حقيقية تكون هذه الدول محصنة بسورين الأول فهمها لدوافع هذه الدول الكبيرة في السيطرة والسور الثاني وهو الأعظم التفاف شعوبها حولها .