بلد الحضارات

جبران جمول 31/7/2009, 8:45 pm

أكثر ما يدهش من يزور بلدنا انه يرى في شوارعنا الرديئة من حيث الخدمات أكواما من القمامة وكأنها مكب للقمامة , وبرغم أننا تعودنا وخاصة في الشوارع المكتظة بالمارة على رؤية أصحاب المحلات التجارية تحتل معظم الرصيف إن لم يكن بأكمله , ولا تستطيع الاعتراض حتى تعرف ممن دعمه الذي يبيح له احتلال الرصيف , أو سيارة صاحبها يمتلك الحق ألحصري في الرصيف , والذي يمنع الغضب من هذه الحالات مرور دوريات شرطة السير من جانب هذه السيارات دون اكتراث أو توجيه تنبيه إلى صاحبها , ومرور شرطة البلدية أو المراقبين دون مخالفة أصحاب المحلات التجارية , وأما المواطن والذي لا يمتلك سيارة أو محل تجاري , فما عليه سوى الحصول على شهادة تدريبية بالقفز والجري ووضع كاتم صوت في أذنيه تمنع عنه سماع الشتائم من أصحاب الآليات التي تمر بالشارع وهو يقفز أمامها وبرشاقة لكي يستطيع أن يصل إلى غايته التي يسعى إليها .....

الحلم المستحيل

لماذا أصبح لدينا هاجس دائم , كل ما نتمنى أن يكون في بلدنا مشابها للبلاد المتحضرة من حيث النظافة والنظام واحترام القانون يكون حلما مستحيل , وأول من يخالف القانون هو الساهر ( المفترض ) على تنفيذ القانون , في كل ما نسعى إليه في حاجاتنا اليومية نبحث وبداية عن الطريقة الملتوية من اجل تحقيق غايتنا ( رشوة واسطة ... الخ ) قبل أن نفكر بالطريقة القانونية السليمة للوصول إلى غايتنا .

أحلامنا ليست مستحيلة , ردع المخالفة سهلة إن وجدت النية السليمة لذلك فكما نلتزم بدفع فاتورة الهاتف والكهرباء والماء يمكننا الالتزام بأوقات وضع القمامة وبأمكنتها المخصصة بوضع الرادع المناسب وتنفيذه , كما انه يمكن للبلدية مخالفة من يشغل الأرصفة ببضاعته , ومخالفة أصحاب السيارات المركونة على الأرصفة .

ليكن النظام مفروضا ليصبح عادة وليس فرض , ليكن احترام القانون فرضا على الجميع ولتكن هناك محاكمة فورية للمخالفة ودون التوهان في أروقة المحاكم للوصول إلى الحق الذي يضيع في غرف البيروقراطية المتحكمة في جميع الدوائر الحكومية .

الإرادة الحقيقية هي الحل ولا حل دون إرادة التنفيذ الحقيقي من قبل من هم مؤتمنين على تنفيذ القانون فالقانون السيئ المطبق خير من قانون جيد غير مطبق . affraid