متى سيلتزم مشايخنا بدين الله

لقد خلق الله الكون السموات والأرض بستة أيام وهو القادر لفعل ذلك بكلمة كن فيكون , وهذا الفعل من الله هو عبرة لنا لنعتبر ولا نكون عجولين متطلبين بأكثر من قدرة الإنسان وهو الضعيف مهما كان قويا .
لقد أعطانا الله عز وجل الأمثلة لنتفهم الغايات ولنعيش في هذا الكون الذي خلقه لأجلنا بسلام ومحبة , وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف وحدد الكريم بقوله إن أكرمكم عند الله اتقاكم .
وجعل الأديان للتواصل مع الله في الصلاة والقيام بالواجبات الدينية للوصول إلى ما وعد الإنسان المتقي به وهي الجنة , فكيف بنا نكرس هذه المعتقدات التي أرسلها لنا الله للمحبة والتآخي ونحولها إلى كراهية وبغضاء باسم الله حاشا أن يكون لله هذا الفعل الذي يتسبب به بعض دعاة الفتنة لتفريق شعب أحب التعايش وعاش به ونبذ الفرقة والطائفية , جمعت هذا الشعب المحبة والإخاء والتسامح وفهم مساوئ التفرقة الطائفية التي شاهد الكثير من الأمثلة في هذه المجتمعات المطموع بها من قوى شريرة لا يهمها بالنتيجة سوى مصالحها ولو على دماء وجثث أبناء هذه الشعوب .
كيف لرجل دين محترم ويحترم دينه وعقيدته , التي تطالبه بالمحبة والتسامح والإخاء أن يكون وسيلة للتحريض وإشعال نار فتنة طائفية , وكيف له أن ينصب نفسه مكان الله في محاسبة الناس وهو من سيحاسب الجميع على أفعالهم , هل هو على ثقة من نفسه بأنه من الفئة الناجية , هل سال نفسه ألا يمكن أن تكون تلك الفرقة أو الفرقة الفلانية هي الناجية , لماذا هو المصيب وغيره المخطئ , ولو افترضنا انه مصيب هل بيده الحساب أم بيد الله , ومن وكله بدلا عن الله ليفتي بهذه الأمة أو تلك .
هل من أساس هذا الدين ومن متطلبات الإيمان بالله هو نشر الفتنة والاقتتال , هل أمر الله أن يدعو هذا الداعية أو هذا الشيخ أو هذا العالم والكثير من الصفات التي نجلها ونحترمها ونحترم آراءها التي ترشدنا إلى الدين القويم الصحيح والتي تبعدنا عن الخلاف وهذا هو عملها الصحيح ,وليس إلى الاختلاف وإشعال الفتن وإزكاء الطائفية .
متى سيحترم هؤلاء عقولنا , متى سيحترمون دينهم وعقيدتهم ويبتعدوا عن إزكاء هذه الفتن , متى سيكرسون دعواتهم إلى مصلحة شعوبهم وليس لخدمة شعوب أخرى ترى في تدمير بلادنا وسيلة للوصول إلى السيطرة والانتفاع واستغلال هذه الشعوب لمصالحهم فقط .
هل تؤذي عيونهم ومشاعرهم إن أحسوا في بلد ما وجود لحمة شعبية ومحبة لوطنهم , هل يزعجهم محبة شعب لبعضه مع وجود تنوع طائفي , هل يؤرق نومهم التزام شعب ما بقضايا شعبهم المحقة ضد استعمار أو دخيل يريد شرا بهم .
أي دين هذا الذي يدعوهم للقيام بهذه الأفعال , لا اعتقد أن دينا سماويا أو فكرا إنسانيا يدعوا إلى ذلك .
فاتقوا الله يا من تدعون باسمة دعوى بعيدة عن الله ومحبته لخلقه .