بعض الآثار في مدينة سلمية

بعض الآثار في مدينة سلمية - محافظة حماه سوريا-
1- السور : وهو الذي بناه نور الدين الزنكي، ويعود بالأصل إلى اليونان، ومن خلال الحفريات المعاصرة تبين أنه يزيد على أربعة كيلو مترات حيث يحيط بمدينة سلمية القديمة ولكنه الآن لا وجود له
2- قلعة سلمية: تعود قلعة سلمية إلى العهد اليوناني وامتداده الروماني ،حيث كانت مركزاً للجند، ولها شكل رباعي ذو ثمانية أبراج، وهذا البناء هو ما قام به نور الدين الزنكي عند ترميم القلعة حيث ارتفع جدارها حوالي تسعة أذرع وعرض الجدار حوالي ثلاثة أذرع، وبقي هذا الجدار حتى عام 1926 م حيث هدم وبني من حجارته دار الحكومة
3- معبد زيوس: وهو نفس الموقع المعروف ((بمقام الإمام إسماعيل)) ومن خلال الحفريات والمخلفات الأثرية الموجودة الآن في البناء تبين أنه ذو طابع هلنستي مما يدل على أن اليونان قد بنوا هذا المعبد وسط المدينة المسورة ومنحوه المزيد من العناية والإتقان ثم حُوِّلَ إلى معبد لجوبيتر، وفي العصر البيزنطي تحول إلى كنيسة يتبع لها أكثر من اثنتين وأربعين كنيسة ممتدة من الرصافة وسط سوريا وحتى طرابلس تهدم هذا البناء عدة مرات وآخر بناء له كان في عهد الأمير خلف بن ملاعب حيث تحول إلى مسجد عُرفَ بالمسجد ذي المحاريب السبعة، وهدم فيما بعد مع ما هدم في الغزو المغولي وظلَّ خراباً حتى العصر الحديث حيث رُمِّمَ عام 1993 م وأعيد بناؤه كمسجد
4- قلعة شميميس: في الشمال الغربي من مدينة سلمية على بعد خمسة كيلومترات، وعلى جبل منفرد وهو واحد من جبال العَلا مخروطي الشَّكل حيثُ تقع هذه القلعة 0 وأما بناؤها الأول يعود لأسرة شميسغرام وهم أمراء حمص أواخر العهد الهلنستي وبداية العهد الروماني، وظلت هذه القلعة قائمة حتى جاء الفرس وهدموها وأحرقوها شأن كل التحصينات التي شاهدوها في بلاد الشام، وطلت خراباً حتى عمرت في زمن شيركوه الأيوبي وأما زمن إعادة بنائها فقد حدده المؤرخون ومنهم أبو الفداء بعام 626هـ - 1228م بينما حدد محمد كرد علي في كتابه((خطط الشام)) زمن إعادة بنائها عام 627هـ - 1229 م ولكنهم أجمعوا على أن مجدد بنائها هو شيركوه الأيوبي صاحب حمص 0 تجثم القلعة ببنائها وأبراجها العالية فوق طبقة بازلتية تغطي قمة الجبل المخروطي، وحولها خندقٌ بعمق حوالي خمسة عشر متراً وفيها بئر ماءٍ عميقة ضخمة لتلبية حاجة القلعة من الماء، وبئر أخرى للتموين مصقولة من الداخل بملاط من الكلس والطين، وفيها دار الإمارة، وبعض الأقبية التي كانت مساكناً للجند. وأما أهمية القلعة من حيث الموقع فقد كانت ذات أهمية عظيمة لأنها تطل من مكانها على أربعة اتجاهات حيث ترصد دائرة واسعة بقطرٍ يزيد على الخمسين كيلو متر 0 من هذا الموقع المطل المشرف على هذه المساحات الواسعة يستطيع الراصد من خلالها أن يرصد كل هذه المساحات مما أكسبها أهميةً كبيرةً وكانت محط أنظار الطامعين0 وكان آخر ما تعرضت له هو الدمار الذي لحق بها أثناء الغزو المغولي، وما تزال أطلالها خربة إلى يومنا هذا.
5- مزار الخضر: (المار جورجيوس) يقع شمالي سلمية بمسافة 3 كم فوق قمة جرداء وكان ديراً للمسيحية، ولكن بعد الفتح الإسلامي حولت كنيسته إلى مسجد صغير، وتحول اسمه من دير المار جورجيوس إلى مزار الخضر الحي 0 ويلحق بهذا الدير العديد من الغرف وبعض المغاور والكهوف ولكنه الآن خربٌ تماماً لم يبقَ منه إلاّ بقيةُ جدار وقاعدة للمحراب.
6- القنوات الرومانية: ومن المعالم الأثرية الهامة أيضاً القنوات الرومانية المنتشرة في كل بقعة من بقاعها حيثُ لم تبقَ بقعةٌ إلاّ رُويت بالماء، وقد ذكر المؤرخون أنَّ فيها ثلاثمائة وستون قناة موجودة ما بين سلمية وريفها الممتدِ من قرية الكافات غرباً إلى قرية الشيخ هلال شرقاً ،وقد كانت هذه هي الطريقة المستخدمة في ري الأراضي آنذاك0هذا وقد نُسجت قصصٌ كثيرة حول هذه القنوات وأهمها قصة قناة العاشقالباسطية
هي بناء اثري في قلب مدينة (سلمية ) القديمة و تقع تحت شارع الثورة وتقاطعه مع الشارع المتجه جنوبا إلى ( المركز الصحي ) , ويعلوها الزفت حاليا .
وهي على شكل مستطيل طوله / 4م/ وعرضه /3م / وعلى عمق /1.5 م/ وارتفاعه من الداخل /5 م/ والسقف على شكل قبة ويدخل إلى هذا البناء عن طريق سرداب عرضه /1م/ وارتفاعه /1.5 م/ وبداية المدخل (السرداب ) تبعد مسافة قصيرة من الجهة الجنوبية ( للباسطية ) هذا إذا أردنا الدخول مباشرة لكن السرداب يأخذ طريقا آخر إذ يتجه شرقا لمسافة تبلغ 3/م ثم شمالا 1/م ثم غربا 1.5/م أي يكون على شكل حرف لام مقلوب أي كالصندوق المفتوح (الأرقام تقريبية ) .
وفي أعلى باب الدخول أي في نهاية ( السرداب ) مكان مخفي تقريبا يتسع لرجل يراقب القادم الداخل والذي يكون مشغولا بالنظر أمامه والى الأسفل ليرى الدرجات تحت أقدامه وبذلك لا ينتبه إلى الأعلى .
وبعد الدخول إلى البناء نجد في وسط الجدار الجنوبي ( محراب ) تتوزع ( الآن ) تيجان أعمدة مختلفة العمر والطراز أما في شمال البناء توجد قناة مياه عذبة تتجه من الشرق إلى الغرب وتنفتح على السطح ببئر ماء عادي .
يقول التاريخ : في القرن الثالث الهجري ومع البدايات لعهد الدولة العباسية كانت ( سلمية ) مقرا سريا للدعوة الإسلامية وكان الإمام آنذاك في دور الستر .وادي العوينة أو وادي سلمية

إن سهل ( الشيخ علي) الرسوبي احد مستويات الأساس الداخلية الهامة في حوضه (سلمية) والذي يقع في الجنوب الشرقي من مدينة (سلمية) على ارتفاع /490/م عن سطح البحر ومساحته /12/كم2 ومن أطرافه الشمالية يبدأ (وادي العوينة ) عند التقاء هضبة
( المكلسة) بهضبة (السبيل) بفتحة أو قناة أو شقة تسمى (العوينة) والى هذه المنطقة يصل وادي (الزلعوم) القادم من الشرق من ( المفكر وبري الغربي) الذي أقيمت عليه طاحونة مائية قديمة عند سد (تل التوت ) الحالي ويسير هذا الوادي جنوب هضبة ( الحوارة- السبيل ) مسافة 2/كم بخط مستقيم الذي يؤكد العمل الصنعي البشري وهذا الوادي يروي شمال سهل( الشيخ علي ) ثم يصطدم بهضبة( المكلسة ) حيث ينتهي .
كما كانت هناك طاحونة أخرى عند قناة (السبيل.
ونعود للوادي الآخر (العوينة ) الذي يشكل (مجري سعن سلمية ) بعد اجتيازه هذه الفتحة المذكورة والذي يحيط بأطراف سلمية الشرقية وسنرى أن هذا الوادي ليس طبيعياً وإنما حفره( ويمكن ان نستخلص عن وادي(العوينة ) مايلي :
1- انه قناة صرف لتفريغ المياه الزائدة من سهل(الشيخ علي)
2- وسيلة لدرء خطر فيضان السيول عن مدينة ( سلمية (
3- قناة جر وإيصال المياه إلى مناطق زراعية لإروائها

الأقنية القديمة في سلميّة ( ليست إبداعاً رومانياً )
=================================
( 2)

لقد كانت أكثر الأقنية أتقاناً تلك التي كانت تمتد في أراضي قرية المفكر moufaggar وهي قنوات تعود إلى فترات زمنية أقدم (الرومانية) والفارسية الأقدم حيث تم إصلاحها في العصر البيزنطي المسيحي . وهنا أؤكد على أنه لو كانت هذه الأقنية قد فجرت تفجيراً ثم تم استجرار مياهها فما هي إذاً مصادر المياه التي اعتمدت عليها الحضارات التي سبقت الرومان في سلمية, أما إذا كانت تلك الأقنية عبارة عن ينابيع مياهها تائهة, ثم جاء الرومان ونظموا جريانها, فلماذا ينتظر من سكن سلمية وعاش فيها قبل الرومان بمئات السنين قدوم الرومان لينظموا لهم جريان تلك الينابيع, في الوقت الذي كان لمن سبقهم آثار واضحة في هذا المجال.
وبالتالي كان كل من يحل في سلمية يعمل على الاهتمام بتلك الأقنية التي شكلت عصب الحياة في هذه المنطقة الزراعية بالدرجة الأولى, فأدى ذلك إلى اتساع رقعتها الزراعية أكثر فأكثر, حيث أن استثمار المياه الجوفية, ولاسيما باستخدام نظام الأقنية قد استطاع أن يلعب دوراً أساسياً في غزو الإنسان لأراض غير مضيافة فمدينة الأندرين مثلاً تشكل نموذجاً جيداً عن نهضة أحد المركز العمرانية في المناطق شبه الجافة, بفضل العمل المكثف لاستثمار المياه، وليس بسبب جريانه الطبيعي .
ومن الأهمية التي بلغتها تلك الأقنية خلال العصور الإسلامية أن ساكنيها خلال ذلك كانوا قد عولوا كثيراً على تلك الأقنية، فأعادوا فتح قديمها واستحداث المزيد منها فصارت تذهل الناظر بحسن هندستها , مما حدا ببعض المؤرخين إلى وصف سلمية بمدينة القني إذ يقول أبو الفداء في تقويمه: «وسلمية بلدة نزهة ومياهها قني» .
كما يقول محمد كرد علي: وفي سلمية والقرى التي في تلك المنطقة قنوات عديدة قديمة داثرة, أخذ الأكارون منذ بضع سنوات يكرونها ويُعيدونها إلى سالف ذكرها , وهو يقصد في عمرانها الأخير. حيث أُعيد تأهيل عدد كبير من الآبار العميقة المنتشرة في البادية السورية والتي تعود إلى عصر الرومان وما قبله وذلك إبان الاحتلال الفرنسي لسورية، وهذا ينطبق أيضاً على قنوات الري في منطقة سلمية التي أُعيد استخدامها في نهايات القرن التاسع عشر من قبل المهاجرين الجدد الإسماعيليين .
ولا بد أن تلك الأقنية وخاصة الكبرى منها كانت من الأهمية, بحيث أشرفت الدول بتعاقباتها على حراستها وتطهيرها بشكل دوري . كما أنها كانت تعتبر من أملاك الدولة وخاصة في العصور اللاحقة, فهي مسؤولة كما قلنا عن ترميمها والعناية بها, مقابل استيفائها لضرائب تفرضها على من يستفيدون من مياهها في السقاية والري, وقد برز ذلك بشكل واضح في عهد الاحتلال الفرنسي لسوريا, فقد جاء في نص القرار الفرنسي رقم (401 الصادر عام 1940 م), حول معاملات تصفية وتعيين الحقوق المكتسبة في مياه القناة المعروفة بقناة الصفاوي التابعة لقضاء سلمية .
من جهة أخرى, تعددت القنوات في منطقة سلمية, وذكر أنها بلغت في تعدادها حوالي (360 قناة), كان بإمكانها أن تروي سدس مساحة حوضة سلمية وتحولها من أرض بعلية إلى أرض مروية, ومثمرة بشكل زراعي دائم, مما جعلها أشبه ما يكون بغوطة غناء .
إن ذلك العدد من الأقنية يدل على أهمية منطقة سلمية وما وصلت إليه من تقدم وازدهار عمراني وسكاني, فكما أسلفنا حول توفر تجمعات سكانية متقدمة كشرط هام وأساسي لوجود أنظمة ري, ومن ثم العناية بها.
وفي عام (1945 م) كان يوجد في منطقة سلمية (125) قناة ري تقريباً قيد العمل وقد كانت تروي (1200) هكتار، إلا أن هذه القنوات بدأت تفقد أهميتها أكثر فأكثر، بسبب قلة منسوب المياه في هذه المنطقة .
ورغم جفاف هذه الأقنية وخرابها مؤخراً, إلا إن آثارها تُعد من التحف الأثرية الغالية, التي تمثل العجائب الناطقة بمقدرة الأقدمين وعبقريتهم في فن البناء والهندسة, واستخراج المياه الجوفية, وفتح الأقنية وجر المياه إلى المدن .
والجدير بالذكر أن هذه الأقنية تعتبر الأسلوب المتطور في حوضة سلمية, والسكان يطلقون عليها تسميات محلية, حيث عُرف معظمها بأسماء العائلات السلمونية القاطنة بقربها.

من كتاب ( سلميّة .. رسائل من التاريخ ) أ: أمين قداحة 2012

الصورة المرفقة لقناة العيدونية