tajmh.yoo7.com
أهلا وسهلا بزائرتنا الكريمة , وبزائرنا الكريم في منتدى التجمع من اجل الديمقراطية والوحدة في سوريا

نرجو التسجيل في المنتدى لغير المسجلين والدخول والمشاركة المفيدة البناءة ..وشكرا

إدارة المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

tajmh.yoo7.com
أهلا وسهلا بزائرتنا الكريمة , وبزائرنا الكريم في منتدى التجمع من اجل الديمقراطية والوحدة في سوريا

نرجو التسجيل في المنتدى لغير المسجلين والدخول والمشاركة المفيدة البناءة ..وشكرا

إدارة المنتدى
tajmh.yoo7.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» هم اذكياء بالفطرة
مدينة حلب حضارياً Empty29/7/2017, 11:29 am من طرف جبران جمول

» متى ستصحو وزارتي التربية والتعليم العالي
مدينة حلب حضارياً Empty8/7/2017, 5:33 pm من طرف جبران جمول

»  قليلا من الصدق يا محللين
مدينة حلب حضارياً Empty2/7/2017, 7:29 pm من طرف جبران جمول

» امريكا وطبيعة المفاهيم والعقائد السائدة
مدينة حلب حضارياً Empty28/6/2017, 7:59 am من طرف جبران جمول

» فلم خيالي من الواقع
مدينة حلب حضارياً Empty7/6/2017, 4:02 pm من طرف جبران جمول

» مناهجنا
مدينة حلب حضارياً Empty5/6/2017, 8:30 pm من طرف جبران جمول

» اللعب عالمكشوف ... لمن يملك الطرنيب
مدينة حلب حضارياً Empty7/10/2016, 11:43 am من طرف الأمين العام

» خبير أمريكي: "الرواية الرسمية لعمليات سبتمبر الإرهابية مزيفة
مدينة حلب حضارياً Empty13/9/2016, 9:33 am من طرف جبران جمول

» ماذا عن الاله بعل بعض المعلومات
مدينة حلب حضارياً Empty6/8/2016, 12:20 pm من طرف جبران جمول

» سلمية تحارب بالكهرباء بالمياه
مدينة حلب حضارياً Empty12/7/2016, 7:27 pm من طرف جبران جمول

» أسئلة برسم الفقهاء والعلماء فهل من مجيب
مدينة حلب حضارياً Empty12/7/2016, 7:13 pm من طرف جبران جمول

» متى نبتعد عن السلفية في افكارنا .؟
مدينة حلب حضارياً Empty8/7/2016, 11:12 am من طرف جبران جمول

» مبروك لقطر مبروك للخليج
مدينة حلب حضارياً Empty5/8/2015, 6:58 pm من طرف الأمين العام

» ممثل الرئيس في سلمية لحل الأزمة
مدينة حلب حضارياً Empty16/7/2015, 11:07 pm من طرف الأمين العام

» عاجل جدا .... رؤيا نتمنى أن تلقى آذان صاغية .
مدينة حلب حضارياً Empty12/7/2015, 8:24 pm من طرف الأمين العام

اللعب عالمكشوف ... لمن يملك الطرنيب

7/10/2016, 11:43 am من طرف الأمين العام

اللعب عالمكشوف ... لمن يملك الطرنيب


بعد ست سنوات من الحرب الطاحنة و التخفي لكل دولة وراء الدعم المقدم لقوى …

تعاليق: 0

مبروك لقطر مبروك للخليج

5/8/2015, 6:58 pm من طرف الأمين العام

مبروك لقطر مبروك للخليج ....

من كأس النخوة التفخيخية و الهيجان العاهر اشربوا ....
من كأس الحقد و السقاطة و التآمر …

تعاليق: 0

ممثل الرئيس في سلمية لحل الأزمة

16/7/2015, 11:07 pm من طرف الأمين العام

مدينة حلب حضارياً G

تعاليق: 0

عاجل جدا .... رؤيا نتمنى أن تلقى آذان صاغية .

12/7/2015, 8:24 pm من طرف الأمين العام

عاجل جدا .... رؤيا نتمنى أن تلقى آذان صاغية .
سلمية الأمان سلمية المحبة هناك من يحاول إثارة فتيل الفتنة و الخراب …

تعاليق: 0

ماذا بعد يا صاحب القرار

9/7/2015, 9:41 pm من طرف الأمين العام

ماذا بعد يا صاحب القرار .....
هاهو التلفزيون السوري الرسمي  يفصحُ بما عجزَ عنه الناس  .. ويفضحُ بما لا يقبل الشك …

تعاليق: 0

الشعب يتساءل ......

7/7/2015, 9:54 pm من طرف الأمين العام

بيان :
الشعب يتساءل ......
إننا لا نتكلم في السياسة لان السياسة بأساسها هي علاقة أوجدها الإنسان ليستطيع من …

تعاليق: 0


مدينة حلب حضارياً

اذهب الى الأسفل

مدينة حلب حضارياً Empty مدينة حلب حضارياً

مُساهمة  جبران جمول 4/10/2013, 11:42 am

تعتبر مدينة حلب حضارياً من أهم مدن العالم قاطبة وأقدم مدن الشرق والغرب التي لم تزل قائمة حتى يومنا هذا.
وأقدم ذكر لحلب ورد في نصوص إبلا ( تل مرديخ على بعد 60 كم جنوب حلب) التي تعود للألف الثالث قبل الميلاد كما ذكرتها نصوص مدينة ماري ( تل الحريري قرب مدينة البوكمال ) وأوغاريت في الألف الثاني ق.م, ويتوقع علماء الآثار أن في مدينة حلب مكتبة ضخمة لا تقل محتويتها عن عشرين ألف رقيم مسماري من عصر إبلا وماري وأوغاريت وفي حين أن هذه الحواضر التي مر ذكرها اندثرت, بقيت مدن حلب صامدة تقاوم عوادي الدهر.
ومن الثابت والأكيد أن الاستيطان البشري لمدينة حلب قد تم في الألف الخامس ق.م, تشهد على ذلك الكسر الفخارية الملتقطة من تلة السودة والتي تعود إلى هذا العصر كما أن أعمال التنقيب الأثري لمديرية الآثار في موقع الأنصاري ( جنوب مدينة الحمدانية ) أظهرت آثاراً تعود إلى الألفين الثالث والثاني ق.م, وفي منطقة باب الفرج قامت مديرية الآثار بالكشف عن بقايا سور المدينة الذي يعود إلى فترات مختلفة في العصور القديمة وكان من جملة المكتشفات الأثرية آنية ودمى فخارية من الألفين الثالث والثاني ق.م, إلى جانب العديد من الأسرجة الفخارية الرومانية والبيزنطية والإسلامية, وهذه اللقى هي أقدم ما كشفت عنه التنقبات داخل المدينة وفي مركزها الرئيسي.
ومن الآثار الهامة المكتشفة في مدينة حلب حجر بازلتي نقش عليه اسم الملك الحثي تالي شاروما بن تلبينو من عام 1350 ق.م وهو موجود حالياً في جدار جامع القيقان بمحلة العقبة وتمثال أمير من حجر البازلت أيضاً عثر عليه في عين التل من الألف الأول ق.م ومعروض حالياً في متحف حلب , ومشهد أسطوري لجنيين حول قرص الشمس منقوش على حجر بازلتي ضخم عثر عليه داخل قلعة حلب مع بعض تماثيل نحتية أخرى تمثل أسود ضخمة, تعود إلى الألف الأول ق .م
لا نعرف بالضبط ماذا يعني اسم حلب إلا أن هذا الاسم يذكر في وثائق إبلا وماري وأوغاريت على شكل حلبا، وهي التسمية الكنعانية القديمة للمدينة، وتذكر بهذا الاسم أيضًا في الوثائق المصرية فيكتب اسمها بالحروف ( ح،ر،ب ) .
ازدهرت حلب ازدهاراً ملحوظا في الألف الثاني ق.م ، وكانت عاصمة يمحاض الكنعانية في الشمال السوري، وكانت معاصرة لمدينة ماري ،وتذكر إحدى الوثائق المكتشفة في ماري أن ملكها أرسل التمثال الربة عشتار الى ملك حلب لينصبه داخل معبد الإله حدد في كلاسو ،وكلاسو هو حي الكلاسة الحالي ، وعلى هذا يكون اسم حلب ليس معروفاً بلفظه الحالي فقط بل باسم أحيائها أيضاً .
وكانت حلب تخضع لنفوذ الدول القوية المجاورة لها الحثية والآشورية في الألف الأول قبل الميلاد، وعندما كانت تضعف قوة هذه الدول تنهض حلب لتحكم نفسها من جديد وبانهيار الدولة الآشورية وصعود الدولة البابلية الحديثة خضعت حلب للحكم البابلي, وبزوال الحكم البابلي واحتلال العاصمة بابل من قبل كورش الأخميني عام 535 ق.م بقيت حلب تحت حكم الفرس حتى دخول الإسكندر لسورية عام 332 ق.م.
توسعت حلب في العهد السلوقي بل تأسست من جديد، وغير سلوقس نيكاتور اسمها من حلب إلى بيرويا بين عام (301و281ق.م )وحافظت حلب على اسمها الجديد في العهد الروماني إلا أنها استعادت اسمها القديم خلال فترة الحكم البيزنطي، وفي عام (540) م استطاع الملك الساساني ( خسرو / كسرى ) الأول فتحها فخربها وتركها قاعاً صفصفا ثم أعيد بناء المدينة في عهد جستنيان البيزنطي (عام 518-565) وحصنها بسور مبني من حجر .
ولعل أهم انعطاف تاريخي شهدته حلب هو دخول العرب المسلمين إليها عام (636) م إلا أن حلب لم تلعب الدور التاريخي البارز الذي لعبته دمشق في ظل الحكم الأموي وانتقلت أهميتها الإدارية والسياسية إلى مقاطعتي حمص وقنسرين، ومهما يكن من أمر فقد شيد بناء المسجد الكبير في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك (705-717) أو عهد أخيه سليمان (715-717) كما تذكر المصادر العربية .
ثم وقعت حلب في منطقة صراع بين العباسيين من جهة والطولونيين من جهة أخرى , أي بين العراق ومصر كما كان حال حلب في الألف الثاني ق.م، فكانت حلب تخضع لحكم العباسيين في بغداد تارة ولحكم الطولونيين حيناً آخر.
وحاصر القرامطة حلب بين عامي (902و903) م, وتمكن الإخشيديون من حكم حلب بعد حرب طويلة مع العباسيين استمرت أكثر من عشرين سنة إلا أن حكمهم لم يدم طويلاً.
واستطاعت حلب أن تتبوأ الصدارة مرة أخرى في التاريخ واستعادت أهميتها على يد مؤسس الدولة الحمدانية سيف الدولة, الذي جعل منها عاصمة لإمارته في عام (944) م .
جعل سيف الدولة من حلب محجاً لراود الثقافة والفن إلى جانب تصديه البطولي لبيزنطة , وقد ترك بصمات على صفحات التاريخ في الزود عن حدود الدولة الإسلامية التي خلدها الشاعر المتنبي في قصائده .
إلا أن ازدهار حلب في العصر الحمداني لم يكتب له الحياة فترة طويلة , ففي عام) 962 ) غزا البيزنطيون حلب وأعملوا الخراب فيها وساقوا العديد من سكناها إلى المعتقلات ,وتبقى هذه الفترة من أشد الفترات المظلمة في تاريخ المدينة استمرت خمسين سنة , شهدت حلب خلالها الركود وكانت أشبه ما تكون بكرة يتقاذفها الحمدانيين والبيزنطيين والفاطميين , وفي عام( 10150) م خضعت حلب للنفوذ الفاطمي ثماني سنوات تخلى بعدها الفاطميون عن حكم حلب لقبيلة عربية من بني كلاب , إلا أن حكم المرداسيين كان دائم مهدداً بالخطر من قبل الفاطميين الذين استطاعوا انتزاعها أكثر من مرة من أيديهم . وفي عام (1079)م اضطر المرداسيون إلى تسليم حلب إلى قبيلة عربية أخرى من بني عقيل التي استطعت أن تمد نفوذها في نهاية القرن الحادي عشر على المنطقة الوقعة بين بغداد والموصل وحلب .
ولم يكن في مقدور الدولة السجلوقية الإسلامية الصغيرة في سورية والتي تأسست على ما تبقى من أجزاء الدولة العباسية أن تصمد طويلاً أمام الغزاة الصليبيين الذين جعلوا من المناطق المحيطة بحلب خراباً، وسدوا منافذ الطرق التجارية الموصلة إليها حتى باتت المدينة على حافة الهاوية . إلا أن الوضع تغير تماما في ظل الحكم الزنكي فقد استطاع عماد الدين ( 1127- 1146 م) أن يرد الصليبيين على أعقابهم , وتشهد المدينة نمواً اقتصاديا مطرداً ,عندما أستلمها نور الدين (1146-1173) بعد وفاة والده أصبحت حلب معافاة اقتصاديا ً وعمرانيا ولم يضن عليها بالمال والجهد في سبيل تحسين المدينة . فجدد بناء السور والقلعة والجامع الكبير , وأعاد بناء الأسواق من جديد ورمم القساطل والمجاري فأوصل المياه حتى جامع التوتة وشيد كثيراً من المدارس التي لازال بعضها قائما حتى يومنا هذا.
ومنذ عصر نور الدين أخذت المدينة شكلها الحالي ضمن الأسوار, وقد تولى الأيوبيون حكم حلب بعد الزنكيين وأصبح الظاهر غازي بن صلاح الدين ملكاً على حلب عام ( 1186 ) فتألقت في عهده وواصلت تقدمها وازدهارها طيلة الحكم الأيوبي حتى عام (1260)، خلال فترة سلم دامت (130) سنة .
تابع الملك الظاهر غازي سياسة نور الدين في البناء , وفي عهده نشأت أحياء جديدة خارج الأسوار , كما عمل على تجديد الأسوار وتحصينها , وأعاد من جديد بناء القلعة كلياً , ووسع الأسواق حتى تستطيع استيعاب النمو التجاري الهائل , الذي شهدته حلب , والذي تعكسه العقود التجارية الموقعة مع دولة البندقية ( فينيسيا ) في الأعوام ( 1207, 1225, 1229, 1254, م) . كما جدد شبكة المياه التي تغذي المدينة ووسعها , وأقام العديد من الأبنية الدينية والمدنية, ثم اجتاح المغول حلب عام ( 1260) م, فأعملوا الخراب فيها , وأعدموا يوسف الثاني آخر ملك من السلالة الأيوبية , ولم يقف أمام تيار المغول الجارف إلا المماليك , الذين خلفوا الأيوبيين في حكم مصر عام ( 1250) م فصدوا الزحف المغولي في عين جالوت في أيلول عام ( 126 ) , ومنذ ذلك الحين أصبح قدر حلب رهينة في يد المماليك مدة ( 258 ) سنة , حتى فتحها العثمانيون عام ( 1516) م, إثر معركة مرج دابق التي قتل فيه السلطان المملوكي قانصوه الغوري .
كان ظل الحكم المملوكي ثقيلاً على حلب في بدايته , إذ أن المدينة تقع على أطراف الدولة المملوكية شمالاً ومعرضة دوماً لغزوات المغول , وزاد الأمر سوءاً انتشار وباء الطاعون في حلب عام ( 1348 ) م , إذ حصد كثيراً من أ رواح سكانها .
إلا أن حلب استردت بعضاً من أنفاسها في النصف الثاني من القرن الرابع عشر, ولو لفترة قصيرة , إذ أعيد بناء السور وشهدت نشاطاً عمرانياً ملحوظاً , وفي عام ( 1400) م جابهت حلب الكارثة مرة أخرى , وكان ذلك على يد تيمور لنك الذي غزاها وأباح المدينة لجيشه مدة ثلاثة أيام .
لم يختلف وضع حلب في مطلع القرن الخامس عشر عن القرن الذي سبقه غير أن الظروف الدولية كانت ملائمة لصلح حلب , فقد تعطلت الطرق التجارية التي كانت تصل إيران بأوروبا عبر آسيا الصغرى بسبب التقلبات السياسية في الأناضول من جهة , والحرب بين التيموريين والعثمانيين من جهة أخرى , مما ساعد حلب على احتكار تجارة الحرير المصنع في شمال إيران لتصديره إلى المدن الإيطالية وخاصة إلى مدينة البندقية ( فينيسيا ) .
وازداد نمو حلب في النصف الثاني من القرن الخامس عشر , فكثر العمران ودبت الحياة في الأحياء الفقيرة خارج الأسوار , كما نشأت أحياء جديدة على أطراف المدينة الشمالية الشرقية وتوسعت لأسواق , واستمر نمو المدينة وتطورها في مطلع القرن السادس عشر , ولم تتأثر تجارة حلب بالفتح العثماني بل على العكس استطاعت حلب أن تغزو أسواق الأناضول نفسها وتوسع نشاطها التجاري مع أوربا وتشهد على ذلك قنصليات الدول الأوربية التي افتتحت في حلب على الشكل التالي :
سنة ( 1548 ) قنصلية فينيسيا ( البندقية )
سنة ( 1562 ) قنصلية فرنسا
سنة ( 1583 ) قنصلية إنكلترا
سنة ( 1613 ) قنصلية هولندا
وأصبحت حلب من أهم مراكز التجارة في شرق البحر الأبيض المتوسط .
ضعف مركز حلب التجاري في القرن الثامن عشر فأصاب المدينة الفقر والعوز وخاصة بعد كارثة الزلزال الذي ألم بحلب عام /1822 إلا أنها استردت عافيتها وعادت إلى مزاولة نشاطها التجاري الدولي في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وخضعت حلب لتأثيرات أوربية منذ ذلك الحين حتى يومنا الحاضر.
تـــاريخ حلب الشهبـــاء
كيف كانت البداية ؟
على ضفة نهر كان يضج بالحركة والحيوية ويتدفق خصبا وخيرا ، وفي عهد مغرق في القدم ، اختارت جماعة ساميّة موقعا لسكنها ، وفي هذا الموقع بدأت الحياة ، بدأت الزراعة في الأرض الخصبة ،وقام السكان بحفر كهوف في مرتفعات الموقع الطباشيرية الكلسية لتشكل هذه الكهوف أول تجمع سكاني إنساني في الجنوب الغربي من مدينة حلب الحالية . ثم لم تلبث تلك الجماعة أن تركت الكهوف بعد أن ازداد عددها لتبحث عن مكان أرحب ، فاتجهت شمالا مقتربة أكثر فأكثر من النهر متخذة بيوتاً في مكان ( تلة السودا ) حيث ظهرت فيها آثار تدل على ذلك نتيجة حفريات حديثة .وانتقلت الجماعة الساميّة بعد أن استوطنت ذلك التل سنوات طويلة إلى مكان مرتفع آخر قريب جدا من قويق هو حي ( العقبة ) حاليا , فنشأ تجمع في هذا الموقع , تجمع غدا ذات يوم عاصمة مملكة يمحاض ، ثم غدا مدينة حلب التي نعرفها اليوم .
موقع المدينة:
تتمتع الهضبة التي تطورت عليها حلب ببنية "جيولوجية" ذات طبيعة رسوبية عامة تكونت على الغالب في الحقب الجيولوجي الثاني بعصوره الجوراسي والكريتاسي وتتألف هذه الرسوبيات على الغالب من كربونات الكالسيوم ذات النسبة المختلفة من الشوائب ، مما يبرر وجود الكثير من المقالع الحجرية التي مازالت حلب تستقي منها اليوم المادة الرئيسية المميزة لبنائها .وتمتد مدينة حلب على الجهة الشمالية للوطن العربي ،في منتصف الطريق بين المتوسط والفرات على خط العرض /12, 36/ شمال خط الاستواء وخط الطول / 10, 37/ شرق غرينتش . مما يجعلها تتمتع بالمناخ المتوسط المعتدل ذي الشتاء القصير البارد و الرطب والصيف الطويل الحار والجاف : ويتميز هذا الموقع – نظرا لبعده عن الساحل – باتساع الفروق الحرارية بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء مما يجعلها تتمتع بصفات المناخ القاري أيضا .
يبلغ معدل الرطوبة النسبية شتاء في شهر كانون الثاني : 4 , 80% بينما يبلغ في الصيف في شهر حزيران 45% فقط ، وبالرغم من الانخفاض النسبي لمعدل الأمطار السنوي فإن الهطولات تتصف بما يسمى بلغة الأرصاد الجوية : بالهطولات الإعصارية وهذا يعني هطول كمية كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة من الزمن مما يغذي المياه الجوفية المتوفرة أصلا في الموقع .
حلب عبر العصور :
هي متحف التاريخ وحديقة آثاره منذ بدأ الإنسان يترك أثرا على وجه المعمورة ، وهي المدينة الجامعة لعمالقة الشواهد المعمارية الخالدة التي تقترن عظمهتا بعظمة بناتها منذ وجدوا . إنهم سلسلة من الخالدين ،لم نعد نعرف شيئا عن الحلقة الأولى منها ومازلنا نشهد حلقاتها ... سلسلة منطلقها الأزل ومستقرها الأبد ... رحلة في الخلق الحضاري والإبداع المعماري والعمراني لا تفنى عبر القرون ولا يبطئ حركتها تراكم الأجيال ... إنها المدينة المفعمة بالحيوية الفاعلة المبدعة ، المدينة التي لم يخب شعاع عطائها منذ بدأت تشع . وثمة مقولة يرددها اليوم باحثوا التاريخ وعلماء الآثارSad ولدت مدينة سنة ألف قبل الميلاد ، وازدهرت وعاشت حضارة راقية ، وامتدت حتى شملت رقعة كبيرة من الأرض ) ثم يختمون حديثهم عنها بقولهم : ( ثم ما لبثت هذه المدينة أن انقرضت لسبب أو لآخر وانمحت وغاب أثرها فلا نعثر لها اليوم إلا على أطلال دارسة هنا وهناك , هي كل ما تبقى من قديم مجدها وسالف حضارتها ) فإذا صحّت هذه المقولة على بعض المدن القديمة التي بقي من أطلالها ما يذكرنا بها ( كتدمر و أفامية ) أو على تلك التي اندثرت تماما (عاد وثمود ) فإنها لا يمكن أن تطبق بحال من الأحوال على مدينة حلب . فبدلا من أن يشهد التاريخ مولدها, شهدت حلب مولد التاريخ , فلا نكاد نعثر على حضارة قديمة إلا وفي حلب رائحة تدل عليها وغصن أخضر يطل علينا من خلف القرون وقد شابت القرون ، ومازال الغصن أخضر ... فهنا قامت كنيسة خالدة ، وهنا جامع متفرد في طريقة بنائه ودراسة واجهاته، وهناك مدرسة وبيمارستان وحمام ...و...و ..على طول المدينة من أقصاها إلى أقصاها يمتد السوق القديم المغطى شرايين تربط أجزاء مركز المدينة ، قريبها وبعيدها بوشائح تؤكد القربى وتصل عضو الجسم بالجسم حتى لتحس بحلب جسدا نابعا بالحياة مدى الحياة ، جسدا يضرب في أعماق الأزل بعض جذوره ويطلق فروعة نحو الشمس يعانق الأبد بعطاء هو الضوء و الألق هو عطاء هذه الأمة الخالدة ، ووجود هذه الديمومة التي يمتد في شرايينها نسخ الوجود إلى أدق أعصابها حتى لتحس أنك أمام هيكل الوجود البشري و الوجود المعماري . فهي لا تزال عامرة مزدهرة منذ منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد ، تدل على ذلك رُقم مدينتي ( أور و ماري)سابقا وفيما بعد رُقم مدينة ( إبلا ) فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تتجمع فيها كل مدارس تاريخ العمارة بتواصل زمني فريد . فقلما وجدت حضارة في العالم القديم إلا وفي حلب آثار لها تدل عليها وتذكر بها فهي متحف كبير حي للحضارات والعمارات والفنون منذ بدأ الفن يتسلق جدران الكهوف إلى أن ارتقى إلى معارج الكمال في كنف الحضارة العربية الإسلامية.
حلب – الديمومة :وزادها أهمية موقعها الفريد في مدن العالم القديم كعقدة للطرق التجارية العالمية التي تربط الشرق بالغرب و الشمال بالجنوب ، وذلك منذ بدأ ارتباط حلب بالإمبراطوريات الكبرى التي تكوَّنت بعد فتوحات الإسكندر المكدوني في المشرق العربي .لقد ظلت مدينة حلب عبر التاريخ مدينة حسنة الطالع ، باسمة الحظ ، لقد نزلت بها كوارث طبيعية ، وحوصرت مرارا ، وفتحت ودمرت وأحرقت ، وشهدت الكثير من فترات الخنوع والاستكانة لحاكم مستبد أو حكم غبي ، ولكنها كانت تنهض دائما من كبوتها وتواجه المصاعب والكوارث فتتغلب عليها ، وتحول ما أصابها من دمار إلى عمران مزدهر يعيد إلى حلب مكانتها وأهميتها في العالم القديم والعالم الحديث معا .
أبناء حلب :
وساهم أبناء حلب في بنائها وعملوا من أجل رفعتها وسموها وبذلوا الكثير من أجلها فكانت شغلهم الشاغل من أعظم ولاتها المحبين للعلم والأدب والعمران إلى أصغر عامل بناء كان يبدع مقرنصة متدلية ستشغل محراب جامع أو واجهة مبنى ذي نفع عام .

لقد تغنى بها الشعراء وحرص عليها الملوك والولاة وزهى بها الفاتحون وقد حرص أبناؤها على تأريخ مجدها فكان ابن العديم ، وابن شداد ، و الغزي والطباخ ، وإلى أيامنا هذه حيث ورث الأبناء حب حلب عن الآباء والأجداد وعمل المخلصون منهم على تكوين الجمعيات المهتمة بهذا التراث فكانت جمعية عاديات حلب كرابطة قدمت جهودا مشكورة في هذا المجال .
الاسم من أين جاء :
كثيرا ما يروي الحلبيون أسطورة تناقلوها عبر الأجيال تفيد بأن سيدنا إبراهيم الخليل لدى مكوثه في حلب في طريقه من (أور) التي نزح عنها متوجها إلى بلاد كنعان ( فلسطين )استقر في أحد مرتفعات المدينة وكان لديه بقرة شهباء اللون يحلبها كل صباح ليطعم الأهلين الذين يستبشرون بأنه "حلب الشهباء " . وبعد ذلك قامت المدينة التي حملت الاسم .

والواقع يفيد بأن حلب ذكرت في رُقم تسبق تاريخ تجوال سيدنا إبراهيم والذي كان حوالي /2000/ ق.م فرقم أور و لكاش وكيش وماري تذكر حلب منذ الألف الثالثة قبل الميلاد ، ويمكن اعتبار هذه الأسطورة " من لخماتهم " كما روى الأسدي .

فقد وردت حلب في الوثائق الحثية تحت اسم (خلب ) وفي الآثار المصرية الفرعونية باسم ( خرب ) و ( خالوبو )، وفي الوثائق الأكادية الكلدانية بأسماء ( خلابة- خلبو – خلمان – خلوان – حلاب ) . وقيل في تفسير الكلمة أنها تعني في اللغة العمورية الحديد والنحاس ويعتقد أنها تعني بالسومرية ( الحفر ) .وقد دانى فريد جحا بين مختلف الألفاظ فوجد أن حلب تعني مكان الألب أي التجمع . وخَلُصَ الأسدي إلى القول :

( إن حلب دعيت في أقدم ما بلغنا من الآثار باسمها هذا مضعفا تارة وغير مضعف تارة أخرى ، وإن هذا التضعيف ما لبث أن توارى دفعة واحدة بعد أن ساد اللفظ الثلاثي سيادة مطلقة انسحبت على كل العصور كما انسحبت على كل الأمم ) .

لقد عرفت المدينة منذ الأزل بهذا الاسم أو باسم قريب منه أو محرف عنه ولكن هذه الحروف الثلاثة المشعة أبد الدهر ( حلب ) ظلت الأساس في كل الأسماء المحرفة عن الأصل .
تاريخ حلب :
ما قبل الفتح العربي الإسلامي :
دخلت حلب التاريخ منذ ذكرها ريموش الأكادي بن صارغون (2530-2515) ق.م مؤسس أول إمبراطورية ساميّة في الشرق بعد أن استولى على حلب وأسر ملكها لوكال أو شومكال . وبعد أن نعمت حلب بالحرية بعد عهده استولى نارام الأكادي (2507-2452) ق.م عليها وسماها ( حلبابا وأرمان) وقد شهدت حلب عصرها الذهبي وقتذاك في عهد حمورابي البابلي و زمريليم ملك ماري نحو سنة ( 2000) ق.م . وعندما اتجه الحثيون أثناء زحفهم الجارف قاومتهم حلب ولكنهم استولوا عليها عام ( 1820) ق.م ولكن حلب انفكت عنهم عام (1650 )ق.م حيث انضمت إلى الميتانيين .
بعد ذلك احتل المصريون حلب حيث فتحها تحوتمس الثالث فرعون مصر (1473)ق.م ثم عادت حلب عاصمة للحثيين (1370) ق.م ثم عادت وتحالفت مع الميتانيين . وقد بقيت حلب متأرجحة بين الميتانيين و الحثيين وظلت المدينة حثية حتى ( 1200) ق.م حيث انهارت الدولة الحثية .
وبعد ظهور الآشوريين خضعت سورية كلها لحكمهم فقد فتحها سلمنصر الثالث ( 853)ق.م دون مقاومة وقد بقيت حلب كذلك حتى فتحها سارودري الثالث ثم ما لبث الملك الآشوري تغلات فلاصر أن استعادها (743)ق.م .ثم وقعت حلب تحت حكم البابليين بعد انهيار دولة الآشوريين (612)ق.م ، وبعد أقل من قرن فتح الفرس حلب ، ولم يهمل الفرس المدينة فقد أقاموا المحطات على طول الطرق وحفروا الأقنية وأقاموا السدود لتوسيع رقعة الري . وبعد معركة ايسوس الشهيرة (333) ق.م التي قادها الاسكندر المكدوني آل حكم حلب للمكدونيين ، وقد بدأت فترة المكدونيين بالنهب والسلب بعد عملية الاجتياح ، ولكن هذه الحقبة لم تدم طويلا ، إذ سرعان ما انصرف الإغريق نحو العمران والتنظيم . وقد أصبحت حلب في هذه الفترة عنبرا ممتازا لتجارة الترانزيت في العالم وظلت محافظة على هذا الامتياز قرونا عديدة .
وفي آخر عهد السلوقيين انتشر الفساد وتسرب النفوذ الروماني منذ سنة (64)ق.م ،وقد تميزت فترة الحكم الروماني بانتشار المسيحية في سورية حيث بدأ الاهتمام بالبناء فشيدت كنيسة كبرى في حلب .
وعام (540) م هاجم كيخسرو الأول سوريا فأحرق حلب برمتها وقد تم الصلح بين أهل حلب و بين هرقل (630) م فازدهر العمران وقامت المدن المحصنة على تخوم البادية الرومانية في جهة الجنوب من سبخة الجبول والجنوب الغربي منها .
ما بعد الفتح العربي الإسلامي :
وامتدت أسهم جيش الفتح العربي الإسلامي لتشمل خارطة الوطن العربي الكبير وليمتد مسيرة مدينة حلب عام (637)م حيث دخل خالد بن الوليد على رأس جيش المسلمين حلب من باب انطاكية ، ولم يمض وقت طويل حتى استطاع العرب الفاتحون أن ينشروا اللغة العربية الفصحى في سوريا الشمالية (حلب) التي كانت لغتها السريانية غير بعيدة عن لغتهم .
ويمتد تاريخ حلب منذ الفتح إلى اليوم أربعة عشر قرنا ويزيد وقد قسم سوفاجيه هذا التاريخ إلى العهود التالية :
1. عهد الخلافة Sad 16-222هـ / 636-836م)
وفي هذا العصر لم يكن لحلب شأنها الكبير خلال الخلافة الراشدية والأموية والعباسية في عصرها الذهبي ولكنها شهدت في نهايات العصر العباسي فترة ازدهار ورقي ثقافي وفكري وحضاري شمل جميع الميادين وأبدع أبناء المنطقة في صناعة الألبسة وبناء المساكن الضخمة والمساجد الشهيرة .
2. عهد ما بعد الخلافة : ( 223-532 هـ /837-1128م)
ولم ينبه ذكر حلب في التاريخ العربي إلا عندما غدت مقر سيف الدولة الحمداني الذي أعاد إليها أمجادها وجعلها عاصمة دولة مزدهرة بالفن والعلماء والشعراء حتى قال ابن خلكان : (أنه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر ) .
وهاهو نجم البلاط الحمداني أبو الطيب المتنبي يقصد حلب المجد بقوله :
كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
وقد اتسعت مملكة حلب فشملت كيليكية وملاطية وديار بكر و أنطاكية وطرسوس وأدرنة وروم قلعة ، إلا أن وقوف سيف الدولة العنيد وجيشه البطل في وجه الروم وغزواته المتكررة لبلادهم دفعتهم إلى محاصرة المدينة سنة 353هـ واحتلالها وتدميرها وإحراقها وتركها مقفرة خالية بعد أن راح أهلها بين قتيل وأسير . وعندما عاد سيف الدولة إلى المدينة – وكان غائبا عنها – ووجدها على هذه الحال جدد الأسوار وبعض المباني واستقدم إليها أهالي قنسرين وأسكنهم فيها ثم توفي ليترك حلب من بعده مدة قرنين من الزمن في عهد من الضياع والفوضى ، فقد توالى على حكمها الفاطميون والمرداسيون وشهدت حلب تزايدا للنفوذ التركي ثم حكمها السلاجقة وقد شهدت المدينة خلال هذه الفترة خضوعا مرا للروم ثم كانت حملات الصليبيين الذين اكتسحوا حلب ( 1108م) .
ولم ينته عهد الفوضى والضياع إلا عندما قبل عماد الدين الزنكي إمارة حلب .
3. عهد الدولة النورية ( 523-579هـ / 1128-1260م)
وبظهور الأمير عماد الدين وابنه نور الدين الزنكي أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة ، فقد بدأت أحوال حلب بالتحسن وزال عنها الضيم ، ثم جاء زلزال حلب المدمر (1170)م وقد قام نور الدين على إثر هذا الزلزال بأعمال عمرانية كبيرة داخل المدينة وفي الأسوار فأعاد بناء القلعة حتى .. أخذت شكلها النهائي الذي نراها عليه اليوم تقريبا .
4. عهد الدولة الأيوبية ( 579-659هـ / 1183-1260م)
وهو عهد المدينة الزاهر في العصر الوسيط ، وأشهر الحكام الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين رجل الدولة وصاحب المزايا الرفيعة الذي استطاع بحكمته وقاية المدينة من شرور الفرنجة بالإضافة إلى عقده عدة معاهدات تجارية مع انطاكية والبندقية فنالت حلب شهرة ومجدا عظيمين في زمانه .
وقد انتهى هذا العصر الذهبي الذي عاشته المدينة باجتياح المغول لحلب ( 1260 ) م بعد حصار عدة أيام وظلت المدينة أسبوعا كاملا تحت رحمة المجازر والنهب والحرائق ، وحول هولاكو الجوامع إلى كنائس, وبعد انتصار بيبرس على المغول في عين جالوت تخلصت حلب نهائيا من يد الفرنجة ( 1268م) وفي عام ( 1400م) استولى تيمورلنك على حلب وتعرضت المدينة لأسوأ أنواع التخريب الوحشي .
5. عهد المماليك : ( 659-922هـ/ 1260-1516م)
وبعد انتهاء خطر المغول غدت حلب ولاية مملوكية وأبرز حكام هذه الفترة قايتباي الذي تميز باهتمامه بالعمران وترك آثارا عديدة مثل جامع الفردوس وخان الصابون وخلف لنا أمثاله من الحكام خان القصابية ( خان ابرك ) وخان خاير بك .
6. عهد الدولة العثمانية : ( 922- 1337هـ / 1516- 1918م)
وقد كانت حلب أول مدن الدولة المملوكية التي سقطت بين أيدي العثمانيين بعد معركة / مرج دابق 1516م/ وبالرغم من سوء الحكم العثماني لحلب وتدهور الحالة الاقتصادية والتجارية فقد شهدت حلب نهضة أدبية وفنية وعمرانية .
أما من الناحية العمرانية فقد ظهر فن عمراني تزييني بلغ قمته في تلك الحقبة من الزمن ولا سيما في بيوت السكن الواقعة حاليا في حي الفرافرة والصليبة ونجد فيها بعثا للتقاليد الفنية السورية التي تعود إلى القرون الرابع والخامس والسادس الميلادية وظهر ذلك بشكل باحات فسيحة جيدة البلاط مع حديقة صغيرة وبركة تتوسطها نافورات حجرية وايوان جميل متجه نحو الشمال ومحمي من أشعة الشمس والصالون الكبير المتصالب الذي تعلوه قبة .
وقد تعرضت حلب إلى زلزالين مدمرين عامي 1822و1830م ، وقد قضى الزلزال على ثلث السكان وثلثي الأبنية وانهارت السراي وجامع الأطروش وجامع السلطانية تجاه باب القلعة كما أصيبت القلعة ذاتها بأضرار كبيرة مع أجزاء غير قليلة من السور .
وقد زارها الشاعر الفرنسي لامرتين إبان الزلزال وسماها ( أثينا الآسيوية ) . وقد انقطع الحكم العثماني مدة عشر سنوات وهي السنوات التي عاشتها حلب في ظل الحكم المصري بعد فتح إبراهيم باشا بن محمد علي خديوي مصر وبلاد الشام وتسلم ولاية حلب إسماعيل بك وهو الذي بنى الثكنة الكبيرة على مرتفعات بانقوسا والمستشفى العسكري في الرمضانية .
وفي فترة الحرب العالمية الأولى كانت حلب محطا لقوافل الجيوش الألمانية والعثمانية والنمساوية وقد اضطرت السلطات في هذه الفترة إلى مصادرة الجوامع والكنائس والمدارس الخاصة والكثير من البيوت لهذا الغرض .وفي عام (1917م) استغل جمال باشا فرصة الحرب والمرض وأجرى إصلاحات بلدية كتهوية الأحياء القديمة وهدم البيوت المتداعية وبذل جهدا كبيرا لتوسيع شبكة مياه عين التل النقية .
7. عهد الاستقلال أو العهد العربي ( 1918-1920م)
وقد عاشت حلب بين هذين العامين فترة فرح نسبي باستقلال كاذب لأن الانتداب الفرنسي فرض على سورية في 1920م بدخول غورو دمشق .
8. عهد الاحتلال الفرنسي (1920-1946م)
وقد كانت هذه الفترة مليئة بالثورات والانتفاضات التي انتهت جميعا بالاستقلال والخلاص من كل حكم أجنبي .
9. ومنذ عهد الاستقلال إلى اليوم وسورية تنهج النهج العربي القومي الواضح نحو مستقبل يضارع ماضيها حضارة ومجدا .

جبران جمول
Admin

عدد الرسائل : 275
تاريخ التسجيل : 30/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى