حديث الطبيعة

زائر 9/9/2007, 11:33 pm

حديث الطبيعة

أثناء التنقل بين المنزل وسوق المدينة يستهويني النظر من نافذة السيارة ,أنظر إلى البعيد فأشاهد أشجارا شامخة خضراء وأتمنى في سري أن أرتشف قهوة الصباح في ظلالها . وتتحقق الأمنية وباليتها لم تتحقق لماذا؟ .

لأن الحلم الجميل تبدد وانقلب إحباطا . أحسست بعتب كبير من تلك الأشجار علينا نحن البشر وكأنها تقول أنا أُنقي الهواء وأظلل عليكم أيُها البشر وأنتم تحيطونني بنفاياتكم وتشوهون جمالي . أليس ؟ لديكم بعضا من الإحساس بالآخرين تتبادلون معهم المصالح . في بيوتكم تحافظون على النظافة , وتنسون أن تجعلوا من الطبيعة بيتا كبيرا لكم ولكل واحد منكم جزء مسؤول عنه . ! هل أنت ؟ أيتها السيدة الأنيقة تُتعبك وصية الأبناء في عدم رمي بقايا الطعام والشراب في كل الاتجاهات . إذا كنا نحن الأشجار نلطف لكم الجو وتعاملوننا هكذا .... ! فكيف بشوارعكم ومدارسكم ؟ ... بالتأكيد لو كنت ملكا لأحد زواري لتشاجر مع الآخرين على رميهم لبقايا الطعام والشراب حولي .

كم أتمنى أن يتم القضاء على الأمية البيئية . فهل من منجد ؟

معك كل الحق أيتها الشامخة , فقليل منا يربي الأبناء على المحافظة للأملاك العامة . فقد أصابتنا تخمة الأنا .

وعدت لأسترق السمع إلى ذاك النهر الذي كان يأن من أثقال لايرغب بها حمَله إياها جيرانه على الضفتين .

كان يشكو خشية على الآخرين ممن لايعرف مايحويه في جوفه , فيروي مزروعاته , وتثمر المزروعات ويتناولها الآخرين . فهذا يشكو من أمعائه , وذاك يشكو من قلة حاله , و.............. , و .......................

وأثناء العودة وكأني بالهواء يشكو منا أيضا فيقول فلان ينفث معمله غازات سامة , وفلان يحرق غابات خضراء لتنقص نسبة الأوكسجين , وآخر لم يصلح سيارته فدخانها لوَن الهواء وأكثرية ساحقة تلوَن الهواء والأجواف على طريقتها . كما تمنيت في سري هذه الرحلة , كذلك قلت سأساعد في التخفيف عن الأشجار والأنهار والهواء ...

لاتسخر مني أيُها القارئ ...... إن علمت أنا أطفالي حب الطبيعة بأشجارها وأنهارها وهوائها والمحافظة عليها بجمع القمامة ورميها في المكان المناسب والاجتهاد ليفكر بوسيلة تخلص الأنهار من أثقالها والهواء من الغازات الملوثة . كيف ؟ بأن أقوم أنا أمامه بفعل ذلك وأثني على كل من يحافظ على بيئته نظيفة وأقدم مكافئة له في السنوات الأولى من عمره . أن أجعل مكتبتي زاخرة بكتيبات تتحدث عن الأضرار التي يسببها تلوث البيئة ......

فردوس 9/9/2007