غرق شاب في قناة السفيرة بحلب والعدد يرتفع الى اكثر من 1000

خبراء الوقاية: 500 غريق سنوياً .. وهكذا نحد من الظاهرة ..
غرق شاب في العشرين من عمره في قناة للري في حلب اول امس الجمعة لينضم إلى المئات من الأطفال والشبان الذين يغرقون في المناطق الساحلية وفي السدود والبحيرات وأقنية الري والأنهار ، لاسباب تتعلق بقصور في اجراءات التحذير من الخطر وعدم وجود فرق انقاذ متخصصة.



وحسب معطيات أفواج الإطفاء والإنقاذ في سورية أنه يتم انتشال أكثر من/350/ قتيل يموتون غرقاً كل عام ، عدا حالات كثيرة لا تستدعي تدخلهم ، ما يرفع الأرقام الكلية لحولي /500/ غريق حسب بعض الخبراء ، معظمهم من فئة الأطفال والشبان من (5 - 35) عاماً وبعضهم من أمهر السباحين ، ولكن "الجهل وقلة المعرفة بعوامل الخطر هي السبب الرئيسي لمثل هذه الحوادث" ..


ذهب الأصدقاء للسباحة فغرق احدهم فأخذوا ملابسه وهربوا
بينما كان حارس بوابة الماء السابعة على قناة مياه السفيرة بحلب في مقر عمله ظهر أول أمس الجمعة جاء مجموعة من الشبان إليه وطلبوا منه "حبلاً" لإخراج صديقهم الذي "كان يغرق" فأعطاهم ما طلبوا .. وبعد قليل لحق بهم الحارس وبحث عنهم فلم يجد أحداً بالمكان سوى الحبل ، وبسؤال بعض المتنزهين على ضفاف قناة الري العميقة انكروا علمهم عن اي شاب قد يكون قد غرق في المكان .. ولكن الحارس طلب الشرطة والتي قامت بدورها بطلب زمرة البحث والإنقاذ بفوج إطفاء حلب.



يخبرنا أمر زمرة الإنقاذ حسان عبد الجواد عن الحادث قائلا " بوصولنا قادمين من وسط حلب قمنا بإنزال غواصينا بالمكان المشار إليه وبالبحث والتحري عثرنا على جثة شاب في العشرينات من عمره بملابسه الداخلية تحت الماء فقمنا بانتشاله وأودع الطبابة الشرعية".
ويضيف بان المتوفى " مجهول الهوية وتنتظر الشرطة افتقاد الأهل لولدهم ليتعرفوا عليه بالمشرحة ، كون رفاقه خافوا فهربوا بكل حاجياته"

500 غريق في سوريا كل عام
من جانبه كشف خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم بأن " قناة مياه السفيرة شرقي حلب التهمت أكثر من 1000 شاب وطفل ماتوا خلال العقدين الماضيين ، دون أن يتم اتخاذ إجراءات احترازية حقيقية من قبل وزارتي الري والإدارة المحلية".
و تشير تقديرات الخبراء بانه يغرق حوالي 500 شخص في كل عام في سوريا كلها، ومعظم الغرقى من الشبان والأطفال ، نتيجة "السباحة دون رقابة في أماكن خطرة" ، أو نتيجة "سقوط الأطفال المفاجئ في المسابح أو الأنهار أثناء الرحلات والنـزهات"


أخطر الأماكن
ويقول الكسم بأن الشواطئ الصخرية " تبقى من اخطر المناطق التي يصطدم بعضهم بها لدى عملية الشك على الرأس" ، ويكشف خبير السلامة بانه في حالات السباحة أو السقوط في الأنهر و القنوات المائية يكون الغرق " نتيجة برودة الماء أو نتيجة الإنهاك الذي يحدث صدمة عصبيّة وعضلية ، ما يمنع السباح من القيام بالحركات اللازمة للعوم فيغرق ويموت ، او يكون الغرق "بفعل جريان المياه العنيفة ما يفقد الغريق قواه وتوازنه .. ثم يودي بحياته ..


ويكشف امر زمرة الإنقاذ بانه في كل عام يموت العشرات في القناة المائية العميقة " فالدخول سهل ولكن الخروج صعب جداً فالجدران مائلة للداخل والقناة بشكل (V) والطحالب الزلقة تجعل التمسك بالجدران مستحيلاً ، وأمهر السباحين سيصاب بالإنهاك وهنا يكون الموت بانتظاره إن لم يجد من ينتشله بالحبال وسواها" ..
ويضيف "نشعر بالحزن والألم البالغ كلما انتشلنا جثة شاب أو طفل ، وحتى الآن لم تقم أي جهة بدورها بالتوعية الفعالة للحد من هذه الكوارث".

أعشاب مائية قاتلة في السدود


ويوضح الكسم بانه في حالات السباحة أو السقوط (في البحيرات والسدود) هناك سببان خطيران للغرق يجهلهما بعض أمهر السباحين الأول "الأرض الطينيّة الرخوة للبحيرات والتي تؤدي إلى انغماس أقدام السابح فيها عندما يريد الوقوف ، ويزداد نزولا وغوصاً بالطينً كلما حاول الهروب" ويتم ايجاد الميت تحت الطين في غالب هذه الحالات. والسبب الثاني وجود "شبكة من الطحالب المائيّة اللاصقة الخفية تحت سطح الماء .. وبمجرد أن يقع السابح فريسة في شباكها تلتصق الطحالب اللزجة به وتلتف على جسده كلما جاهد للخلاص فتمنعه من الحركة والقيام بالحركات اللازمة للعوم.. ما يؤدي لموته غرقاً".